المفكر مالك بن نبي عاش إساءة يهودية لرسول الإسلام في باريس


كل الإساءات التي طالت رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، كانت إما ببصمة أو برائحة يهودية، بما في ذلك أحداث باريس الأخيرة، وإذا كانت فاجعة قسنطينة التي حضرها الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1934 وسقط فيها أكثر من عشرين قتيلا، قد حدثت بسبب سبّ اليهودي إلياهو النبي صلى الله عليه وسلم، في قلب جامع الأخضر، فإن المفكر مالك بن نبي روى في كتابه الشهير "مذكرات شاهد على القرن"، حادثة وقعت له في باريس عندما توجّه عام 1930 لدراسة اختصاص الكهرباء في العاصمة الفرنسية.
 وكان حينها شابا في الخامسة والعشرين من العمر، اكترى حجرة في باريس، وراحيتعرف كل ليلة موازاة مع دراسته على الحياة في هاته المدينة الكبيرة، وكلما قرأ إسماعربيا أو إسلاميا على أي محل، اقترب من المكان فضولا، إلى أن قرأ مرة باللغة الفرنسيةفي لافتة جملة "حانة محمد"، فظن في البداية بأن الأمر يتعلق باسم صاحب الحانة، فدخللأجل أن ينصحه أو ربما يزجره على فعلته، ليكتشف بأن أصحاب الحانة من اليهود، وبالرغممن أن الجزائر كانت تحت الاستعمار. 
 ولم يكن الجزائريون موجودين بقوة في باريس، كما أن الصراع العربي الإسرائيلي لميبدأ بعد، لأن الحادثة وقعت ثماني عشرة سنة قبل قيام الكيان الصهيوني، إلا أن حقد اليهودضد رسول الإسلام بقي متجذرا منذ زمن البعثة المحمدية وغزوات بني قينقاع وبني قريضةوبني النظير وخيبر. المفكر مالك بن نبي الذي لم يحدث وأن قرن أية ظاهرة كونيةبالخزعبلات، روى ما حدث له، حيث توقف عن التجوال في باريس، وعاد إلى غرفته غاضباوباكيا، من الإساءة التي طالت نبي الإسلام، ثم ارتمى على سريره - كما قال -   وراح يطلبمن الله أن يزلزل المدينة، لأن نبي الله أسيء إليه.
 وفي تلك اللحظة، شعر مالك بن نبي باهتزاز عنيف لسريره، فعاد لإشعال نور الغرفة،وفتش تحت السرير عن قط أو عطب في أقدام السرير، ولكنه لم يلاحظ شيئا، فنام ونسيالحكاية، وفي اليوم الموالي وكعادته تناول صحيفة لوموند ليطالع أحوال الدنيا وأصداءالحرب الكونية الثانية، ليلفت انتباهه عنوان في الصفحة الأولى يتحدث عن هزة أرضيةعنيفة نوعا ما ضربت باريس لأول مرة منذ عقود طويلة، واتضح أن زمن الهزة القوية هونفسه زمن دعاء المفكر المرحوم بن نبي الذي توفي منذ 42 سنة، وكتب في خاتمة روايتهللحادثة بأن القارئ من حقه أن يعتبر الأمر استجابة من الله أو مجرد صدفة، وقال فيمناسبة أخرى بأنه دعا الله في قضايا مهمة ولم يستجب له واستجاب في قضايا أخرى، وبينالحادثتين 85 سنة والفاعل واحد؟

Commentaires